الخميس, 10 نوفمبر 2022 06:47 مساءً 0 142 0
هيثم الفادني
هيثم الفادني

قال الشهيد : لا استطيع التراجع يا صاحبي وأعرف أن الذي سوف يذهب مهراً لهذا الطريق المفخخ عمري وغيري كذا لكننا صامدون يقولُ المشَـيِّعُ : ماذا أقول وقلبي تَـفَـطَّـرَ يا صاحٍبِي .. ضحكنا كثيراً ونحن نهشُّ ذباباتِ جنْد النظام القميئِ التي أخطأَتنـا مِراراً بفعل المزاحِ المصاحب والجلجلة فرحتَ بموتكَ يا ابن الذين ..... - ويبدو جلياً - فماذا ترى ما لا تراه قلوب العيون التي تنتحب ؟ قال المراسل فوق سطح البناء المطل على مقرن النيل والمشهد الشاعري والثائرون هنالك ببن الرصاصة والمقبرة يجترحون الصباح المفدى لأحلامهم وآلات قطف السنابل تحصدهم واحدا واحدا حتى يُرَى في الورى - بعد حينٍ من الموت - واحِدُهم من رماد الجسارة ينهض عشراً ودفقُ العزيمة فيهم يزيد خلف الشهيد صديق سيحمل صورته في موكب الغد هادِرَيـْن بأن يا سحابة صُـبِّي لنا حريةً سلماً وعدل .. يغذُّون الخطى في الشوارع المشرئباتِ للغد المتقافز خلف الحَدق موكباً .. موكبنا : جموعٌ تأوه شارع القصر من وطئها ، سالَ موج المدائن فوق الجسور واجتماعات ثلة الحاكمين وبعض هواة التسكع الضالعين في غيهم جارية .. والكعكة المستهدفة استعصمت بالصلابةِ للقاطِـعِين ، ويجري التشاورُ الآنَ في السِـرِّ كي يُشتَرَى لتجميلِها (الكراميل) من متجر الحلفاء أو من هيئة الأمم لتبدو قبيل العَشاء في كامل الجاذبية والشرعنة .. وبينا المراسلُ يُسهِبُ في سردِه يفاجِئُه رسولٌ من الأمنِ بالإقتياد يقولُ المُحَـلِّلُ في نشرةِ التاسِعة : ما تَجَـمَّعَ في جوفِهم من خزينِ الشراسة يكفِي لدحرِ الغزاةِ ونبذ الطغاةِ عن الأرضِ بالبندقية والمقصلة لكنهم فاتكون بأمضَى من القتل الرؤوف بأمثالهم سلماً وحِلماً سـيُوْدِي بحجاجهم على مَرّ المدى من أشدِّ المشانقِ الشاهقاتِ عُلواً إلى أسفل السافلين (عرايا على مشنقة التاريخ) - دَقَّـةٌ علي بَابِنـا ، مرحبا - يُعَـلِّـقُ الراكبُ المُستَفَـزُّ في الحافلة : لا يستحقون موتاً رحيماً على هذه الأرض والنيلُ أطْهَـرُ من أن يُكترى للشيوخ.. قسما سيشهدُه الراكبون هنا ، قبل بلوغي المحطة مستمسكاً بالرجاء سيأتي زمانٌ سيمشي على ضوئه الوقت ومضاً كلمس الحريرْ .. كلما ارتقت نجمة للسماوات هَـبَّت بلاد ، واذكروني في صباح جليِّ الملامح آتٍ (توقف هنا يا ابن عمي) وانصرَفْ ..... بلا اسْمٍ ولا كنيةٍ ، أو موقعٍ للبريد هذه الأرضُ لنا ، هذه الأرض مذ كانت لنا نضاحة بالندى والوفا كيفما الحال والحين .. معطاءة الفالحين ومصراعة للكاذبين وساسة الزيف وتجار الحروب وثلة المسترزقين (سنصلبهم عرايا على مشنقة التاريخ) ولو بعد حين... قالوا ، وقلنا، وقال، يقال، يقولون قلنا وسوف يقول الأزل : صفَّقَ الحقُّ فاسَّاقَطُوا في إناءِ القضية ينعاً في لحظةٍ واحدة تلَمَّـظي يا بلادُ قطافَ البساتين من كلِّ لون .. وسدي الرمق وتحممي يا شمس من ضوئهم واكتحلي بالمحبة حينما يقرؤونكِ منهم سلام فجوعكِ يا حرةً منذ كنتِ لبضعٓ هزيعٍ من الليلِ حَتَّىٰ يستبينَ الضياءُ على صفحةٍ حانية من كتاب النفق ولا تقربي في سبيل الصباح المؤكد ثكنة الماجنين وشذاذ الأفق يومها سنقول لأولادنا قال الشهيد : لا استطيع التراجع يا صاحبي وأعرف أن الذي سوف يذهب مهراً لهذا الطريق المفخخ عمري وغيري كذا لكننا صامدون

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

شهير احمد
المدير العام
المدير العام

sss

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

بلوك المقالات

الفيديوهات

الصور

أخر ردود الزوار

استمع الافضل

آراء الكتاب

آراء الكتاب 2