الخميس, 24 نوفمبر 2022 02:02 مساءً 0 86 0
رواية في حلقات / الكاتب إبراهيم خالد
رواية في حلقات / الكاتب إبراهيم خالد
ياما حصل يا شوق مشي وجاء وما وصل يا نعمتو الجافية الفسل يخلق من الصلصال عسل ... طرف طرف يلا نفر والسفر جريمة ينادي وصوت الحوت ياتي من مسجل السيارة مليئاً بالشجن وتلك العزوبة التي لا تنكرها اذن ، تاتي سيدة معها طفلان تجلس في المقعد المتبقي يفسح الجالسون قربها مكانأً يجلس علية احد الطفلين وينحشر الاخر في ذلك الفراغ الضيق الذي لا اعرف كيف يتسع للكمساري بين ( مقعد الشهيد ) والمقعد الامامي في كبينة الركاب.. جريمة... يلا يا معلم ابوعابدا.. يا مسهل السيدة ... يا ود العم جريمة... مرحب السيدة... بتعرف فرن الاخلاص؟ جريمة... ايوا... انتي نازلة هناك السيدة... لا بوصل اخر محطة بس دايرا اسال فيهو من زوجي ابو عابدا... زوجك شغال في الفرن؟ السيدة... اي جمعة عمر ابوعابدا... انتي زوجة جمعة... حمد لله علي السلامة السيدة... عرفتو آ خوي؟ ابوعابدا.. كيف مابعرفو. جمعة دا اخوي عديل احد الركاب يفرقع باصبعية قرصة هنا يا معلم... يتوقف ابوعابدا لينزل الراكب وهو يدخل يده في جيبة ويخرج الخمس جنيهات ابوعابدا... اقعد ياولدي في المقعد ... يقول ذلك للطفل المنحشر في ذلك الفراغ الضيق ويتبادل النظر مع جريمة الذي يكشكش العملات الحديدية علي يدة اليمين لجمع اجرة الرحلة من السوق للحلة الطرف اخذت زوجة جمعة تفك العقدة التي في طرف ثوبها وتخرج منها ورقة نقدية تمدها لجريمة جريمة... مدفوع السيدة.. الدفعو منو ؟ جريمة... المعلم قال ما يشيلو منك ابوعابدا... يا جريمة انزل شوف جمعة جوه الفرن في ولا مافي... قال ابوعابدا ذلك وهو يضغط بشكل متقطع علي البوري.. تيت تيييييت تيت، جريمة يدخل مسرعا الي داخل الفرن ويعود وجمعة خلفة مغطي بالدقيق ويدية عليهما عجين عالق وهو يفركهما لازالتة جمعة... ابوعابد كيف حالك ابوعابدا... الحمدلله اخوي... حمدلله علي سلامة الاولاد كمان جمعة يسلم علي زوجتة وطفليه سريعا، لم يعانقهم لم يتعلق الاطفال بعنقة طويلا ولكن اكتفوا باصدار اصوات الترحيب و سلام الايدي جمعة... ابوعابدا وصلم البيت انا بلحقكم هسي طوالي بس اخلص العجنة ابوعابدا... جدا.. يلا يا جريمة ، اليورفان يتوقف لينزل راكب ويصعد غيرة يواصل اليورفان سيرة فينقطع الاسفلت ويدخل ذلك الطريق الترابي الوعر . ، ذلك الطريق الذي يسبح في مياة أسنة و اكوام من النفايات ، لم يصل الاسفلت الحلة الطرف برغم الوعود وفتح شوارع تبدو مستقيمة و نموء العمارات التي تبدو مثل شياطين مربعة او هي مرعبة بعضها مطلي باللون الاصفر اوالاخضر والكثير من الغبار جريمة... يلا ياشباب وصلنا اخر محطة شابة... مابتصل قدام شوية؟ ابوعابدا .. انتي واصلة وين؟ الشابة... واصلة جمب المسجد داك ابوعابدا... بنوصل خليك جريمة يتوجة للشباك الاخير ليوقظ ذلك الراكب النايم ذلك الراكب المغطي تماما بالعرق يستيقظ ويمسح فمة و وجهة بيدة ويتلفت قبل ان ينهض سريعا ويسال نحن وين جريمة... اخر محطة يا معلم الراكب... ديشااااك انا فوت المحطة بتاعتي... ويدخل يدة في جيبة لبخرج الاجرة ابوعابدا... رجع ليهو جنيهين يرجع بيهن يا جريمة يمضي اليورفان الي بيت ابوعابدا ابوعابدا... انزلي يا اختي يقول ذلك وهو ينزل من السيارة ويطلب من جربمة ان يركنها في ضل العمارة تفتح بدرية الباب، ترحب بالسيدة وطفليها، تقاوم الرغبة في السؤال عن من تكون هذه السيدة ابوعابدا... بدرية دخلي الضيوف وجهزي الاكل انا خاشي الحمام بدرية... سمح.. اتفضلي اختي اتفضلي البيت بيتك السيدة... شكرا يا اختي.. بدرية... اتمدي في السرير عليك الله... شكلكم جايين من سفر السيدة... جايين من البلد بدرية... حمدلله على السلامه السيدة... الله يسلمك... انا زوجة جمعة عمر الفران وديل اولادي بدرية... حمدلله علي السلامة تسلم مرة اخري عليها، تعانقها، ليسلمك، ليبارك فيك، ليسلمك عبارات السلام المكرورة التي طالما كنت اسمعها وكانها تصدر بصيغة النفي ، لا يسلمك.... لا يبارك فيك.. لا يسلمك ربما هو خلل سماعي في اذني فقط ابوعابدا يخرج من الحمام و ينادي علي بدرية ابوعابدا... بدرية اها المافي شنو؟ بدرية... مافي شي ناقص بس دايرة اجيب كسرة من الزينبية و اناديها للغدا ابوعابدا.. خليك قطعي السلطة انا برسل جريمة الناس ديل جايين من سفر بيكونو جعانين بخرج ابوعابدا لينادي علي جريمة ابوعابدا... يا جريمة جريمة جريمة... اي يا عمك جيت ابوعابدا.. امشي للزينبية قول ليها بدرية قالت ليك تعالي سلمي علي مرة جمعة جات من البلد وجيبي ليها معاك طبق الكسرة... وشوف جلك لو رجع عشان يجي يتغدي معانا جريمة... تمام اقفِّل اللوري وامشي طوالي ابوعابدا... تمام يجلس ابوعابدا في الراكوبة و يخرج تلك العلبة ويبدا في لف سيجارة فيسمع صوت جمعة ومعه جلك جمعة.. السلام عليكم جلك... سلام ناس جوة ابوعابدا... اتفضلو بدرية... حمدلله علي سلامة الجماعة يا جمعة جمعة.. الله يسلمك بدرية.. كيفك يا جلك جلك... كلو تمام نحمدو ابوعابدا... جلك انا هسي رسلت جريمة يناديك جلك... ماوصلت البيت والله غشيت جمعة في الفرن وجينا سوا حضرت الزينبية تحمل طبق الكسرة وتلحق بها بخطوات مترنحة زينب الصغيرة ابنة جمعة والتومة وكانت قد اختارت لها التومة اسم زينب وهي متوجهة نحو المستشفي في اليورفان زينب الصغيرة تسقط علي الارض وتبدا في البكاء يرفعها جريمة ويضعها علي كتفه يخرج اخويها عند سماع صوتها يجريان نحوها تضحك وتتملص من كتف جريمة وتضحك لاخويها وهما يضحكان ويهشان وكانها تعرفهم ويعرفونها اليوم كان مختلفا قليلا بحضور الزمام زوجة جمعة وولديها الدخري والضو ولكنة انقضي مثلة مثل اي يوم اخر او هو مثلة مثل الايام التي تلتة ، رحل ابوعابدا وبدرية مؤقتا او رجعو الي بيت الزينبية الي حين انتهاء جمعة من عرش الغرفة التي يبنيها له جلك و حفر الحمام ، كانت الايام تمشي بشكل رتيب ، وجريمة ينادي السوق ااسوق سوق ومن سماعة اليورفان الضخمة التي اضافها جريمة اسفل المقعد الاخير تتعالي نقرشة العود تنتن تنتن تن تنتن تن وياتي صوت مصطفي يرسم لوحة واقعية ربما عاشها جريمة او عيشتها انت ربما كانت معاناتك هي التي تُغَنّي الان ربما كنت انت اللحن والمفردة فتاح ياعليم رزاق يا كريم صلي علي عجل هوزز سبحتو حصن للعباد وهمهم همة هم فوق فوق هم هما جريمة لا يعرف لماذا صار يدمن سماع مصطفي سيد احمد ولم يفهم ايضاً سر تعلقة باغنية صابرين هل هي الموسيقي اما هو الصوت النحاسي لتلك الطرمبة او ذلك الشجن الكثيف لماذا كل هذا الاسي في صوت هذا المغني اب شنب؟ لما كل هذا الحزن؟ وهذا الخنفس والنظارة السوداء .. انت جايبنك في شنو؟ سالة ذلك الشاب ذو الجرح الغائر علي جبهتة عرف في ما بعد ان اسمة نوح جريمة وهو يسند ظهرة لجدار العنبر عنبر الجنايات رد جريمة جريمة... سرقة نوح... اكلت شنو؟ جريمة.... والله يا اصلي ما سرقت شي دا توب امي نوح... تسرق من امك ياخول؟! جريمة... يازول اسرق شنو؟ انا امي ماتت قبل سنين طويلة ودا توبا قاعد ذكري نوح... كيف يعني جريمة... يامعلم دي قصة طويلة نوح.... وانت َمستعجل ؟ ههههههه قدامك سنة احكي امسك شيل نفس ومد نوح سيجارة الهواء لجريمة التي لا يعلم كيف اجتازت اسوار السجن اخذ جريمة السيجارة وسحب منها نفس عميييق عميييق جريمة انتبة من ذكرياتة علي صوت ابوعابدا ابوعابدا... في شنو ياجريمة مالك بقيت تسرح كتير كدا؟ جريمة... مافي شي يا معلم ها نفر نفر والسفر و يجي الراكب الناقص فيسحب جريمة الباب قليلا ويركب في ما تبقي من فسحة و يرفع راسة اعلي من السقف قليلا ويتنشق الهواء مل ما شاء له الشهيق ثم ينخفض فيكشكش العملات المعدنية في باطن يدة ويجمع اجرة الرحلة الي الحلة الطرف واليورفان يمضي علي حفر الشارع الترابي و يصدر كركبات من ما يشبة الفقرات ومفاصل هذة السيارة فقد بدأت تشيخ مثل ما بدأت ذقن جريمة في الظهور و مثل مداومة اليورفان علي اجتياز الشارع الترابي والشارع الاسفلتي المحفر جيئة وذهاباً بين السوق والحلة الطرف ولا تبدل مسارها الا عندما تعرج صوب البحر للغسيل كانت الايام تمضي بذات الرتابة الا من بعض المطبات او السعادة المعبأة في الزجاج او تلك الملفوفة في الورق جريمة انتهي من غسيل السيارة واخرجها من الماء بمهارة ليوقفها اسفل الشجرة العريضة شجرة القرض تلك التي تبدو اكثر حكمة من بقية الاشجار تبدو اكبر سنا ومقاماً من كل الشجر وخصوصا تلك التي لا نوع محدد لها وتصالح الناس لاحقاً علي تسميتها بشجرة الزقوم جريمة وضع الشريط الذي اصبح لا يتقاسمة مع الركاب وكانه سرة الاعظم لف لنفسة سيجارة و ضغط علي الشريط الذي بدا يدخل الي جوف المسجل في كسل اشعل السيجارة وبدا الصوت ياتي عميقاً كنفس السيجارة عندما يغازل راسها عود الثقاب حزيناً كطفل يتيم .. لا ليل ولا حزن طايل لا صد ولا دمع سايل لا هم جاك يا ام نفايل والنيل فاض وانحني نيلين و حلمك انا فرعين شايلين جنا عشرات حبابك سلامات يسلم شبابك سلامات شايل سحابك سلامات والقبلي شابك سلامات وهواك هنا يسحب جريمة انفاس عميقة من سيجارتة وابوعابدا يغط في نومة العميق علي المصلاية الي افترشها اسفل شجرة القرض الحكيمة التي كانت ظل لليورفان وصيدلية لجريمة فهو يجمع دوما مماتساقط من ثمارها المر وقد كانت بدرية توصية كل ما جاء يوم الغسيل غسيل اليورفان ان يحضر لها القرض ولم يكن يعلم لماذا ، ولكنة علم مؤخرا من استراقة السمع لثرثرة بائعة الشاي مع جارتها بائعة الفول عند موقف الحلة الطرف ان للقرض مفعول السحر علي المواضع الحساسة فهو اسرع وافضل تاثيرا حتي من الطلح وان كانت ليست له ميزة الطلح في الرائحة الذكية ابوعابدا. الله وهو يتمطي... شنو يا جريمة خلاص نمشي؟ جريمة... اللوري جاهز يا معلم بس ما حببت اصحيك شوفت نومتك سمحة ابوعابدا.. والله نومة سمحة والسيجارة سمحة جريمة... استلم يا معلم قال ذلك وهو يقدم السيجارة للمعلم استلم ابو عابدا السيجارة واخذ منها نفسين ثم جلس في كرسي الشهيد ابوعابدا... يلا يا جريمة جر اللوري جريمة... نشحن لينا فردة من السوق ابوعابدا... يازول جر الشارع بس، خلينا نرجع الحلة جريمة.. مية مية يا معلم ابوعابدا... انت الزول اب بدلة الكان واقف معاك امس داك مالووو جريمة... ياخي داك زول وهمي طلع لي بطاقتو بتاع امني وقال لي تاني ما تشغل شريط اب شنب ابوعابدا... لي شنو؟ جريمة... والله يا معلم ماعارف التقول عرقي ولا بنقو ماعارف ابوعابدا... طيب بتاعين المرطبات ماديل قاعدين يشغلوهو مش ياهو البغني السمحة قالو مرحلة زاتو؟ جريمة... والله ياهو زاتو. لكن هو قال لي غنية عمك عبدالرحيم دي ممنوعة حقت شيوعية ابوعابدا... انسي خلاص ما تشغلو جريمة.. انا ما بشغلو في الموقف ولا شاحنين ركاب بشغلو بس تاني لما اجي اجلخ اللوري ولا انوم بس ها طرف طرف نادي ابوعابدا علي بعض الركاب اللذين هرولو نحو اليورفان وقد كان عددهم كبير... جريمة.. يا معلم ما تستلم الطارة ابوعابدا.. لا لا جر انت انا بطقطقا ليك صابرين يا حزن الغني صااااابريييين جريمة كان يحب هذه الاغنية جدا فهي تخبرة انه ليس وحدة صابر وان الصابرين كيمان وجعلته يتصالح مع اسمه اخيرا اخيرا وصلت اليورفان اخر محطة ونزل الركاب وجد جريمة مطبقة مليئة بالنقود اسفل المقعد وهو ينضف الارضية قبل ان يقفل السيارة وضعها في الدرج و اخبر ابوعابدا علي صينية الغداء بذلك وهم يتناولو الغدا رفقة جلك وجمعة جريمة.. تعرف يا معلم لقيت مطبقة تحت المقعد ختيتا في درج العربية ابوعابدا.. بكون رماها قيطاني بعد غسلا من القروش جريمة.. لا لا فيها كنجالات كتار وورق بتاع علاج جلك.. والله يا جريمة سبحان الله اتغيرت من جنك القديم جريمة.. كبرنا يا معلم سمعوا صوت طرق علي الباب ذهب جريمة فتح الباب فوجد امرأة ومعها ابنتها سلمو عليه تذكرهم فقد ركبا من قبل فرن الاخلاص الذي يعمل فيه جمعة ونزلا قبل اخر محطة بقليل يذكرهم جيدا جريمة... اتفضلو السيدة... شكرا وليدي.. بس دايرين سواق العربية ديك وقالو لينا دا بيتو جريمة... اي دا البيت خير في حاجة السيدة... والله ياولدي انا جيت معاهو قبل ساعة كدا ووقعت مني مطبقتي فيها ورق علاج وحبة قريشات قلت يمكن تكون وقعت في العربية ونجمع بيها جريمة.. مطبقتك موجودة ودخل يحضر المفتاج ابوعابدا.. ديل منو قول ليهم اتفضلو جريمة دي ست المطبقة يا معلم وجايين قالو لي علاج ابوعابدا... يابدرية يا بدرية بدرية... نعم جيتك ابوعابدا.. قولي للناس الفي الباب ديل اتفضلو بدرية... سمح... وتذهب اليهم جريمة ياخذ المفتاح ويذهب الي اليورفان ليعود بالمطبقة المراة تدخل و بدرية تصر عليها ان تتغدي هي وابنتها معهن هي والزينبية والزمام وتضع الشاي علي الكانون بعد الغداء المراة تستاذن تاخذ المطبقة من جريمة تشكرة وتخرج منها ورقَة من ذات الفئات الكبير تقدمها لجريمة وهي تصر وجريمة يرد بحسم ابدا ابدا ابدا تنصرف المرأة زينب الصغيرة تلعب مع الدخري والضو وتكب لهما التراب علي صحن الملاح تزجرها الزينبية ولكن الزمام تقول ليها ان هذا حال الجهال وتضحكان بعد الشاي يخرج جريمه لبعض شانة ثم يعود متاخرا ثملا لينام في اليورفان و لكن الذكريات والكوابيس لا تتركة وحيدا لا تتركة ابدا منذ ان فاجئة كابوس ابنة الغفير برأس بخيتة وظلت تلاحقة الكوابيس ثعابين و كسبان الرمل ظلت تلاحقة وهو يغوض في الرمل ذو الفم العريض الرمل اللزج ... نوح... يا جريمة تلاتة شهور مشت وانت ماوريتني سرقت توب المرحومة كيف واتحاكمت فيهو؟ ولا انت سرقت شيتا تاني؟ جريمة... والله ياخوة انا ماسرقت شي.. والعسكري الفتح لي البلاغ بي اسمو وقال مسكني بالثابتة انا اول مرة شوفتو فيها كان في جلسة الحكم نوح... يعني يا معلم انت اتلعبت؟ واتباصيت حنك سااااكت هههههههه يعود جريمة من ذكرياتة وينهض ليفرغ ما تجمع من ماء في مثانتة يفتح باب اليورفان ياخذ جالون الماء ويذهب خلف العمارة المطلية باللون الاخضر ويفرغ عليها كل الماء ويحك شيئة علي جدارها قبل يغسلة بالماء ويرجع لليورفان كي ينام ويفلت من الذاكرة لكنة يقع في شرك الكوابيس يري نفسة يركض ويركض و الرمال تنهض خلفة وتصنع لها يدان وراس وتركض تركض خلفة ولكن ليست لها اقدام او ان اقدامها مغروسة في الرمل وكلما ركض منها بعيدا كلما استطال جسد الرمل الذي بلا اقدام واخذ ينفس ناراً لونها ازرق او اسود ليس يدري، و تمتد فجأة يد ابنة الغفير لتسحبة بعيدا الي بيت متهدم وتسلمه نفسها وتهبه ثمارها كلها ليعتصرها ويعتصرها وتعتصر هي شيئة و ينبت علي ثمارها راس بخيتة!! ينبت مثل راس سحلية عظيمة ولكنها بعين واحدة ولسان مشقوق تدخلة في فمه فينهض فزعاً وقد تبلل سروالة ويبدو في الصباح خائرا فيسالة ابوعابدا ابوعابدا... شنو يا جريمة شكلك تقلت امس؟ جريمة... لا والله بس ما نمت من اب كباس ابوعابدا.. تاني ما تقل يظهر جلك مسرعاً جلك... صباح الخير... والله قلت ما احصلكم تكونو مرقتو ابوعابدا... صباح النور جريمة.. كيف يا معلم؟ علي وين؟ جلك... ماشي اقابل الفيل قالو عندو اجتماع في المحلية جريمة.. ما كان تمشي ليهو البيت جلك.. بيت شنو يا معلم؟ وياتو ببت؟ دا كل يوم مع واحدة من نسوانو ابوعابدا.. هو عمل كم مرة جلك... قالو تلاتة جريمة... طيب ما يتمهن اربعة جلك... والله بقولو معرس سكرتيرتو بالدس ويمضي اليورفان في الشارع الترابي الآسن وجريمة ينادي السوق السوق والركاب يصعدون الي اليورفان واخرين ينزلون لايعرف عددهم الا سلم اليورفان وتراب الشوارع، عند الوصول للسوق يذهب جريمة وابوعابدا لشرب القهوة ابوعابدا... زيدي الجنزبيل يقول ذلك مخاطباً ست الشاي ابوعابدا... جريمة جريمة.. نعم يا معلم ابوعابدا ... بعد القهوة دي طوالي نشتت المرور نطلع ليك رخصة جريمة... والله يا معلم شكلك قريت افكاري ابوعابدا... هو انت بتفكر يعني فيضحكان ويضحكان قبل ان يذهبا لاستخراج الرخصة لجريمة( 10 ) ... لم يكن القسم ، قسم المرور هو تلك المباني ذات اللون الازرق برغم اللافتة التي تصر علي ذلك ، هكذا اخبر ابوعابدا جريمة ، وقال له ايضاً ان تلك الرواكيب التي تفوح منها رائحة الزنجبيل والقهوة هي القسم الَمختص او هي اهم منه حتي ماجذب ابوعابدا وجريمة الي تلك الرواكيب هي رائحة المعلومات او هي رائحة التسهيلات التي تفوح منها فبائعات الشاي و القهوة وزبائنهن يثرثرون كثيراً ويتبرعون بالمعلومات ويبرعون في صناعة التسهيلات ، دخل ابوعابدا وجريمة اول راكوبة ظنا انها تفي بدخول الرخصة طائعةً الي جيب جريمة .... ابوعابدا.... سلام ردت بائعة الشاي التحية هي وذلك الرجل الاصلع الذي يحمل اثنتين من جرائد الامس في يدة ولا يتصفحهما كانت الجرائد تصل هذه المدينة في المساء واحيانا في اليوم التالي لصدورها جلس جريمة وابوعابدا علي اثنين من تلك البنابر الموضوعة في ترتيب يحاكي وقفة العساكر انضباطا و اناقة ابوعابدا... كبي اتنين قهوة يا اخت ، لو سمحتي كتري الجنزبيل وادينا موية اول شي احضرت الماء وهي تتفحص زبائنها علها تصل الي عقد صفقة ما ابوعابدا... يا اخت استفسار لو سمحتي اول شي اسمك منو؟ اخبرتة ان اسمها مقبولة وسالتة بشي من ذكاء انثوي او فطري مقبولة... دا استفسارك بس ؟ ابوعابدا ... لا والله انا داير اسالك عن اجرأأت الرخصة مقبولة... اهااااا ما تقول كدا... شايف الزول القاعد هناك دا؟ ابوعابدا... ايوا شايفو مقبولة... دا الادارة كلها حضرة صول صالح امين ابوعابدا... تشرفنا والله وهَو يرفع يده بما يشبة التحية العسكرية ياحضرة ما تتفضل معانا قهوة صالح امين... شكرا اخوي ياها دي الكباية بوخا يلوي ابوعابدا.... خلاص يدوك شاي ولا شيريا صالح امين... والله شربت كل حاجة ممكن تتباع هنا وتتشرب ابوعابدا... والله ياحضرة صول وكت لقيناك هنا قلنا تفيدنا في موضوع الرخصة دا صالح امين... الرسوَم ولا الاجراأت؟ جريمة... كل شي نهض صالح امين وانضم الي ابوعابدا وجريمة وجلس في بنبر قريب جهزه له ابوعابدا صالح امين... الرسوم مية وخمسين جنية بالدمغات وبتاجر ليك عربية بي مية وخمسين زيهن ورسوم الامتحان للشارع والميدان مية جنية ولازم تجيب فيش و فحص طبي وبعد داك تنجح في الامتحان جريمة... الفيش والفحص وين بعملوهن؟ صالح امين... الفحص في المستشفي الكببر والفيش من المباحث بتطلعو ابوعابدا.... و بعد دا بتلحق الكلام دا؟ صالح امين... والله الا تمشي تعمل الحاجات دي بكرة وتجي بعد بكرة فجر عشان تلحق جريمة... بعد بكرة الجمعة ياجنابو صالح امين... والله لو بقيت محظوظ انا ممكن اخدمك... كدي دقايق امشي اتاكد من الخدمة الشغالة و اجيك ينهض صالح امين وتحضر مقبولة القهوة ومعها البخور من ذلك النوع الذي يدغدغ اسفل منتصف الجسد ابوعابدا... يا سلااااام عليك ياخي... ايوا دي القهوة ولا بلاش... قلتي يا مقبولة حضرة صول دا شغال هنا؟ مقبولة... لا صالح امين صول معاش لكن علاقاتو سمحة وزول بيخاف الله ومضمون جريمة... اي ظاهر عليهو... ويعود بذاكرتة لايام السجن ليس يدري لماذا صارت الذكريات تداهمة صحواً كما تداهمة الكوابيس ليلاً ولا تتركة لينام ... نوح... ياجريمة انت قولت لي العسكري الفتح ليك البلاغ اسمو منو؟ جريمة... اسمو الصادق نوح... كان شغال في القسم الكبير؟ جريمة... اي اب كرش الكلب نوح... في واحد جابو العنبر الليلة عسكري مرفوت قالو اكل تمنيتين قروشا مسممة كدي قوم كشف ليهو ياهو زولك ولا لا؟ جريمة... وين هسي قاعد؟ نوح... تلقاهو قاعد هناك في ضل الحيطة الغربية... لو طلع هو ما تحرق ليهو روحك تعال لي راجع... ولا افول ليك ارحكاكا نمشي سوا ويتوجه نوح وجريمة ناحية السور الغربي للسجن فهم يتركون نهاراً داخل حوش السجن ولا يتم ارجاعهم للعنبر الا قبل غروب الشمس بقليل نوح... شايف الزول الفاعد هناك داك؟ ياهو ولا لا؟ .. وقبل ان يسترسل جريمة في ذكرياتة يوقظة صوت ابوعابدا ابوعابدا... ياجريمة شايف صالح امين جاي يتبسم سااااكت ان شاءالله الموضوع محلول جريمة... ان شالله تتسهل صالح اميين... سلام... يا اخوي الموضوع ان شاالله انا ظبطتو ليكم ابوعابدا... ما قصرت يا حضرة صالح اميين... جيب الرسوم بتاعت الفيش والفحص الطبي ورسوم ايصال الامتحانين الميدان والشارع ابوعابدا... تمام ياحضرة.. وهو يخرج الرسوم ويعطيها له صالح اميين... انا بمشي اعمل الاجرأات الاولي لغاية من الناس يرجعوا من الشارع... بعدين بيندهو الناجحين و يقيفوا صف، تسمع اسمك تقيف معاهم عشان تدخل تورد الرسوم وتتصور جريمة... تمام ينهض صالح امين ليقوم بعمل اللازم ابوعابدا... تعرف يا جريمة انا بطني مكركبة َماشي اشوف لي حمام جريمة... اسال المعلمة دي بتكون عارفة مكان الحمام ابوعابدا... يامقبولة مافي حمام قزيب؟ مقبولة... امشي الجامع اللصق القسم الحمامات بتاعنو نضيفة ورخيصة يتوجه ابوعابدا الي الحمام حمام المسجد مدفوع القيمة ويترك جريمة لذاكرتة ... نوح... كشف لي الزول داك كويس ولو هو زولك ما تظهر ليهو بس ادبني خبر جريمة... ود ام زب.. ياهو زااااتو نوح... بس الليلة نعمل ليهو طابور بطانية جريمة... طابور بطانية كيف؟ نوح... بتعرف بعدين هههههه وكأن نوح قد عاد بذاكرتة الي ايام الجيش فقد عمل في سلاح المظلات اخذ يردد احدي الجلالات المحببة للعساكر .. اصلو ما معقول الناس تقول لي لا سلوي بت الصول الناس تقول لي لا ... عاد صالح امين واخبر جريمة ان كل شي يسير علي مايرام وسال عن ابوعابدا.. اخبرة جريمة انه ذهب للحمام .. شكره جريمة... شكرا ليك يا جنابو... والله من غيرك كان اتبهدلنا صالح امين... يازول الناس بالناس والكل برب العالمين ابوعابدا... سلامات اها الامَور كيف؟... قال ذلك وهو يجلس صالح امين.. كلو تمام بعد الناس يرجعوا من امتحان الشارع بيندهو الناس يسمع اسمو يمشي يقيف معاهم في الصف يورد القروش ويتصور للرخصة ويطلع طوالي يجيني هنا ابوعابدا... تمام الله يديك العافية... اها يا حضرة وانت حقك كيف؟ صالح امين... حسب ظروفك يا معلم بالنية... بس في َميتين بتاعة الجماعة و خمسين جنية عشان استلم ليك الرخصة الليلة عشان ما تتجرجرو عليك امش وتعال وكدا ابوعابدا... كلام سمح وانا ما بقصر معاك مقبولة... هووووي حضرة صول دا ماقصر معاكم ما تقصرو معاهو واطلقت ضحكة ممطوطة عاد الناس من امتحان الشارع تجمعوا بالقرب من بوابة القسم وبعضهم جلس عند السور بعد قليل خرج الرقيب وهو يحمل ملف ورقي تجمع حولة الكل وهو يصيح في وجوههم .. ما داير زحمة وفوضي اقيفوا بي نظام و البسمع اسموا يقيف صف قدام الباب وبدا ينده سمع جريمة اسمه .الرقيب... صابر محمود وكرر... صابر محمود جريمة.... نعم الرقيب... انت ما بتسمع ولت شنو ؟ حقو هسي اسقطك واعيد ليك الامتحان تاني ،! جريمة... معليش يا جنابو ويذهب ليقف في الطابور ، خلص الرقيب مناداة الاسماء وتوجة الي الصف وقام بعد الواقفين فيه وراجع العدد في الكشف وامرهم بالتحرك في نظام وامرههم بالتوقف امام شباك الخزنة الرقيب... بالدور ادفعو والبدفع يجي يقيف بي جاي عشان نمشي الاستوديو مضت الاجرأات بسرعة وبعد ان خلص جريمة من الاستوديو خرج َمن القسم ورجع راكَوبة مقبولة ليجد ابوعابدا وصالح امين في انتظارة ابوعابدا... اها عملت شنو يا جريمة؟ صالح امين... اها سددت واتصورت؟ جريمة... خلصت القصة كلها فاضل بس الاستلام صالح امين... خلاص تعال اقعد نص ساعة والرخصة تجيك... يلا جيبو باقي المبلغ عشان اخش علي الجماعة جوة مقبولة... وانا وين الحلاوة حقتي؟ ابوعابد... ياخي انتي الحلاوة كلها والحلاوة كلها ليك اخذ صالح امين باقي المبلغ وعمولتة وتوجه لاحضار الرخصة وانخرط ابوعابدا في ثرثرة طويلة مع مقبولة و تركا جريمة لذاكرتة ، ذاكرة السجن كذاكرة الحرب لاتلبس ان تعاود ضحيتها كلما استطاعت الي ذلك سبيلا فهي تطفو كالزيت ... نوح... شوف يا جريمة انا بالليل بجيب معاي اتنين من الفرد ونوضب صحبك الصادق ونعرف ليه سجنك جريمة... هسي ما نحن بالليل! نوح... انتظر شوية لما العنبر يهدا عشان الطابور دا يكون ظابط جريمة.. تمام وتمضي اللحظات بطيئة وجريمة يسال نفسة... ماهو طابور البطانية هذا؟ هل سيضع نوح البطانيات في صف؟ وكيف يجعل ذلك الصادق يعترف بجرمة؟ وكيف وكيف كيف كي..... وعند منتصف الليل تماما حضر ثلاثة من رفاق العنبر، رحب بهم نوح وحمل البطانية وتوجهو ناحية المكان الذي ينام فية الصادق وقد كان يتغطي
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

شهير احمد
المدير العام
المدير العام

sss

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

بلوك المقالات

الفيديوهات

الصور

أخر ردود الزوار

استمع الافضل

آراء الكتاب

آراء الكتاب 2