كانت السنة الميلاديه 1990م..وقتئذن كنت أرتب حقيبتي بهدوء وتغمرني فرحة البدايه..لم ابارح كوستي منذ فترة ليست بالقصيره.. لي علاقة حميمه بامكنتها.. وعشق خاص للشخوص..دفعتى فى المدارس ورفقـــائي فى الحي....(مبروك جوبا يامسافر جوبا)صديقى قال لي وهو يضحك..شعرت فى تلك اللحظة بالزهو..كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية.. يعني يمكنني بعد التخرج ان اعرف سبب انخفاض الجنيه السوداني امام العمــــــــلات الصعبه..ويمكنني ايضا ان اعرف المشاكل الاجتماعيه التى افرزت(الشماسه) ...هكذا بدات افكر واتوقع...(ياشمس مابتخاف من رجوع الجامعة الى مدينة جوبا والحرب شغاله)مازحنى صديقى وهو ينتظر ردودي الساخره..(نحن اولاد كوستي.. احفاد الامير على ود حلو.. والخليفة عبدالله التعايشي مات مستشهدا .. ممسكا بفروته.. فى امدبيكرات ريفي كوستي.. لم يفر كما فر غيره.. تقول لي جوبا) وبدء صديقي يظهر لى اثر السياط فى ظهره..فاردفت ( انت تعرفني امازح فقط ولا اقصد) .
سوف اقضي بين أروقة الخرطوم أربعة سنوات ..قابلة للزيادة وفق الظروف المستقبلية.. أن لم تحدث لى الهجرة العكسيه الى كوستي.. وأثرت المكوث فى هوامش الخرطوم ..هل يمكنني ان اكون خرطومي..واتشدق فى المجتمعات المختلفه..كما يتشدق الخرطميون..كسكان من الدرجة الاولي فى السودان ..(ياولدي معليش.. الكبري الماشين فيهو ده.. نفس الموجود فى الورقة ام خمسه وعشرين قرش دي بتاعت نميري )قطع حبل تفكيري جاري فى البص..ضحكت ضحكه خاطفه وانا اومي له بالايجاب..المجتمع السوداني دوما يربط بين العلاقات المتشابهه.. ويحاول ان ان يجد علاقه ما بين الاشياء.. كثيرا ما يجدك سوداني فى مختلف الاماكن.. والازمنه ويسعي جاهدا ان يكتشف قاسم مشترك بينكم..(ياحلاة السكريه والبنيه السمهريه) الفنان صلاح كوستي يصدح فى البص .. والسمع اجباري..(ياولدي ماتخفض الصوت ده) جاري مرفعا صوته الى (مضيف البص) .. كما يحلو لاصحاب النسيانات التى خصصها صناعها اليابانيين للشحن .. وتحولت بقدرة قادر الى شحن البشر... يرد المضيف بكل برود وليست فى وجه مساحة ابتسامه من اثر الزيوت..(ياعمك..ماتجر ليك تاكسي لو عاوز جو رومانسي)...
(شمــــــس الدين فضل????