الثلاثاء, 27 ديسمبر 2022 08:07 مساءً 0 92 0
rمستشفي
rمستشفي
rمستشفي
نسيبة تكتب من داخل غرفة (R.R) اظن ان الحياة مختلفة هنا والثمن غالبا ما يكون باهظا أصوات الأجهزة التي تنتشر بطريقة عشوائية تثير القلق نحو المجهول دائما . المرضى بوضعية القفاه، ينامون عميقا على الأسرة المتحركة ومنهم من يتحدث إلى نفسه عاليا رغم أنه قد وضع تحت مادة التخدير اللعينة والتي لا ينجو منها أحدا . الأطباء يجددون العهد بينهم وبين المرضى في حوار عميق يكمنه صمت تام ولغة مشتركة بينهما يحدث ذلك إثر كل زيارة . . الممرضين بالأحذية الزائحفة حتى لا تحدث بعض من ضجيج ،يأخذون غفوة بين الفينة والأخرى وحتى لا تراهم عين المدير الطبي الثاقبة والتي لا يفلت منها أحد ، يجعلون من المرافقين الذين يطالعون الأجهزة على كل رأس دقيقة وممن تقاوم عيناهم الدامعة السهر حارسا لهم وقد ينامون مدلله حتى الصباح إن دعت الضرورة .. الضرورة التي تحرم نوم الكادر أثناء عمله . الأنوار وبضؤها الذي يكاد يخطف الأبصار لا تساعدك في أن ترى الحقيقة التي تنتظرك رائحة التعقيم القوية التي تخترق الأنفاس هي الأخرى تجعلك تلزم الكرسى لبضع توقيت لا تعلم مداه وربما حتى لا تتقيأ وتخرج ما في بطنك من ماء وفي الماء كل شيء حي . فائلات عريضة رتبت بعناية فائقة على طاولة يتيمة ،غالبا ما تحوى أسماء المرضى وتفاصيلهم السرية وحتى توقيت الوفاة على اعتبار ما سيكون وان لم يكن أيضا ... ان تكون آسير هذه الأجهزة التي لابد منها كيما تعبر بك مرحلة الخطر تحديدا هذه الفكرة تبعث الخوف في الدم.... فيخايل إليك عوالم البرزخ السحيقة وتظل الماورائيات عندك قريبة لدرجة مربكة وحين تحدث لا يمكننا سوى الإستنجاد بكل أسماء الرب الأعلى وعباده الأطباء .... يأتي الطبيب ويقول بإرهاق متبادل بينه وبين المرافق أن الحالة حرجة جدا وقد....... يتناوب الآخر ويلقي بعض النظرات الحادة نحو المرضى وكأنه يود ان يحدد من يمكنه اللحاق بالآخر الذي غادر غرفة (R.R) لتوه نحو الحياة الأخرى يأتي آخر (مريض )وبينما هو يصارع الموت يهرول إليه الجميع من اطباء وممرضين ومساعدين آخذين بعض التدابير اللازمة التي يعتقدون بها تتم حماية رويحاهم الرهقه، رغم تعرضهم المباشر للخطر وهذا حتما لا يتعارض مع تذمرهم الواضح أحيانا ولكن سرعان ما يخضعون إلى ما تقتضيه الحاجة ، وفي صف موحد وبطريقة دراماتيكية يخبرون أقارب المريض أن المنية قد توفته ولم تسعنا الحيلة ومن ثم يعتذرون تترى وكأنهم يناجون الإله (انا قد فشلنا في حكمتك فأشهد ) .... القارئ الذي يوجد على الحائط في كل حدب وجانب لا يفتر عن عد نبضات قلب المرضى وقياس نسبة الأوكسجين في الدم ولكنه احايين أخرى يتمرد عن العمل ويتوقف بغتة ، وربما لخلل قد اصاب أجزائه الميكانيكة بالتقادم ، فيتقدم إليه الأطباء بكثير من الرجاء والصلوات عله يعيد عمله بمسؤولية قصوى تجاه المرضى حينها تصمت كل اصوات الرنين المزعجة ويرجع كل شيء إلى ما كان عليه وكأن شيء لم يكن... السرعة مقابل الروح الدقة مقابل الموت وكلاهما في أذهان المرضى أمل حالم يستقر في اللاوعي لا ثالث له ... هنا الاشياء تحدث بسرعة فائقة كلمح البصر وأحيانا كما الخيال وربما أكثر لذا الكل يكون تحت وطأة اللحظة والذي يخرج عن المألوف حتما يكون في حساب الموتى ....
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

شهير احمد
المدير العام
المدير العام

sss

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

بلوك المقالات

الفيديوهات

الصور

أخر ردود الزوار

استمع الافضل

آراء الكتاب

آراء الكتاب 2