مشافهه ثقافية
الابواب
صديق الحلو
هناك في قرانا البعيدة في بحر ابيض اغلب البيوت دون ابواب. في درة،قلي وكوستي.
يلتقي الاحبة كالطيور. ويوم ان سافرت للدراسة
وعدت وجدت بعض الجيران قد اغلوا الفجوات.
صنعوا ابوابا وشبابيك قفلت النوافذ والكوي
اصبت بالصدمة
ما الذي يخفونه
ماهذه الحواجز
التحول،المتاريس
التي تعيق الدخول.
كانت هناك نفاجات بين الحيشان الكبيرة
يولج منها الحب
والمحنة.هل الجفاء سيمة للتطور؟
وهل الانكفاء نتيجة للتضخم
والكساد والتدهور الاقتصادي؟
صديقي احمد امين قال لي:
لايعني ان المجتمع تطور
وانما هو حبا للتغيير اوسمه نوعا من التقليد
للمدينة.الخصوصية والانعزال.
قال الزعيم الهندي غاندي:
لا اريد لبيتي ان تحيط به الاسوار
من كل جانب الي ان تسد نوافذه
وانما اريد بيتا تهب عليه بحرية
ثقافات الدنيا بأسرها.لكن دون ان تقلعني إحداها من الأرض.
قال الشاعر اليمني عبدالعزيز المقالح
هنا الابدية….
هذا هو الباب….
مفتوحة للنخيل الفلاة….وللخيل تدنو الهضاب…
ارتجل للمدينة قبرا…وللنهر قبرا…
وللحلم قبرًا….
ومن واحدا بعد ان ضاع صوتك..
ضيعك الاقربون…
وحاولك الابعدون…
اقترب من نهايتها…
يا اشتعال الاقاليم في زمن البدو….
يا نجمة في بيارق ايلول…
يافارسا يترجل قبل الاوان….
قال الصوفي جلال الدين الرومي:
انك حين تطرق باب المعني يفتح لك.وقالت لي صفاء:
الحياة ثلاثة ذكري
والم وحب.
عيش مع الاولي وتحمل الثانية.لاجل الثالثة.
وهاانذا صفاء احمل حطام الذكري اطوف كل
النفاجات .اقف عند كل النوافذ
يعشعش في الحنين كعصفور نزق.
اخاطب الزهور
النائمة في العتمة
سمسارا .التويليب.
والقودمورنق.
واحدق في اللاشيء.متحملا
عبء الدنيا كلها
من الألم.الغلاء.
وكل الكوارث الفاجعة.هل افوز
بألفة صفاء.افتقدك
وهذا الغياب الذي يذبحني من الشريان للوريد.
يالقسوة ايامي
تعاستها والزمن البرهاني العنيد.
لقد انهكني السفر
والرحيل المر.
كل المفاتيح عندي والزاد.نظراتك الباذخة صيرتني
كسائس خيول رفد للصالح العام
زائغ العينين معفر
الرجلين بالثري.
قلت ل صفاء :
الشرفات لا ابواب لها.والخسوف وشيك. والعالم هذا المساء سيخلع تضاريسه
ويتشظي دونما جلبة.اقفلت صفاء ابوابها كلها
وتركتني لألم الذكري والحب.