منقول من صفحة الأستاذ سهل الطيب
يوم وفاة اخونا اسامة عوض جبريل الله يرحمو مشينا المقابر انا ومختار دفع الله ومعانا كم نفر .. بعد انتهينا من الدفن كنا واقفين انا ومختار وعباس عوض جبريل وسط مجموعة من الناس جنب القبر
في زول قال ياخوانا عركي دا مش كان هنا
مختار دفع الله وبحركة الية اتلفت 45 درجة ومسح المقابر بي عينو واشر بي اصبعو وقال ياهو دااااك عركي .. طبعا كان واقف في قبر .. وقفة هادية جدا ودعاء خاص
زي مابنزور احبابنا الفي القبور
الحركة دي بالمناسبة ماحركة بتعبر عن الحزن والوجع لأنو المقام مقام محبة
مرات بمشي المقابر أزور زول .. زول بتربطني بيهو علاقات مميزة .. واخش فيهو اشواق وونسة وبعداك إتذكر (اووووو سوري نسيت اسلم عليك ياخ .... المهم وتواصل تواصلك معاهو عادي)
.
حركة مختار الالية واشارة اصبعو نحو مكان عركي انا بقراها بطريقة مختلفة
.
اليوم داك ضرب لي مختار وقال البركة فينا وفيكم عفاف الصادق حمد النيل زوجة عركي اتوفت (مسافة بتاعت صمت صغيرة متعودين عليها .. بجيك هسي نمشي عليهم)
أنا ك سهل الطيب دا مالاقيت عفاف كتير ولا لاقيتها من بعيد .. ملاقاة بتاعت زول ساي بي نجمة معروفة
المهم انا ومختار وعوض كسلا ومعانا تاني كم زول ركبنا حافلة عوض كسلا ومشينا بيت عركي .. لاحولااااا ولا قوة إلا بالله
كمية من البشر التقول جو نازلين بمظلات .. كمية من الموسيقيين كانو مختفين من الساحة تماما
عركي كان واقف يشيل في الفاتحة وكل زول يديهو حقو كامل في المراحمة والمصافحة
مختار الكلس الكان ماشي يتونس ويهظر أول ما وقف قدام عركي انهار فجأة ودخل في نوبة بكاء في حضن أبو عركي ... دي بتكون البكية رغم مامعروف ..كلهم كانو ببكو وبنهارو في حضنو وهو بيسندهم .. عارف نفسو انو المسئول عن العزاء الكبير دا والجموع المتقاطرة دي من أهل واصدقاء وجيران الراحلة المقيمة ست البيت كانت المزاوجة العصية مابين تحمل الفاجعة الكبيرة والقيام بواجباتك في تقبل العزاء في الناس البتحبهم من الناس البحبوكم
حا تقولو علي شليق
لو قلت ليكم انا شفت عركي اليوم قائد اوركسترا .. حتى جوقة الحزن دا كان بقودها باحترافية عالية جدا
انا شفت كم صديق اجهش بالبكاء واستند عليهو لحدي ما قدرو بقيفو كويس ومشو عشان بجي غيرو
.
.
حركة ممكن تتجاوزها بسهولة ويسر
حركة عادية جدا مابتسترعي انتباه زول عاقل
يلا انا بالنسبة لي حركة ماعادية
سؤال مباغت يسمعو مختار دفع الله
يلتفت بسرعة اقل من 45 درجة وياشر بي اصبعو (ياهداااك عركي)
مختار كان عارف عركي حايكون واقف وين بالضبط
انا بعدك داك جبت المقابر مرات ومرات وفعلا صادفت عركي في نفس مكان القبر ونفس الوقفة المهيبة الجليلة
ماوقفة زي وقفاتنا ناخد لينا بكية وندعي شوية ونمشي ...لا لا دي وقفة الزول القبيل داك الكان بسند الناس وكت وجعتو .. مختار كان عارف كويس وحافظ كتاب عركي صم
.
امبارح قعدت اعاين للبورترية بتاع الراحلة عفاف الصادق حمد النيل .. ك زول مهتم بالتلوين وجرات الفرشة وتكنيك الرسم .. جاني صوت عركي من وراي وهو بيحكي عنها
كنا الوكت داك زي الزمن إتأخر وبقينا قدام البورترية .. أنا وبشرى سليمان وحسن السر ومحمد عبدالماجد وهيثم كابو وعبداللطيف عبدالغني وردي الصغير وعركي بتكلم عن عفاف
لغة غريبة ومهيبة .. مازي شعر حسن السر وبشرى سليمان ولا زي مابيكتب محمد عبدالماجد ولا موسيقى عبداللطيف عبدالغني .. لغة صافية كانو عركي اخترعها مخصوص عشان تشق الحجاب مابين الكائنات الارضية والبرزخية .. كان بتكلم عن عفاف بعمق مؤثر جدا .. عمق ماعندنا طريقة ننزل نتتحسسو لأننا ماحانقدر نطفو من جديد
.
زمان كان عندنا في البيت مرايا
كنا بنسميها المنضرة
كانت معلقة في دولاب أمي وكنا لما نجي مارقين بنتناوب في النظر المنضرة ونسرح شعرنا واحد ورا التاني بت علي ولد
حتى ابوي كان بقيف يزبط العمة والشال
يوم حصلت حاجة والمرايا وقعت اتكسرت وحزننا علي مرايتنا الوحيدة الصامدة
بعد موجة الحزن خفها كل زول شال قطعة من المرايا المكسورة وبقى يسرح براهو
.
في بيت بتتكسر فيهو مرايا واحدة لكن الشظايا بتملا البيت .. بتشوف نفسك في اركن في البيت .. بيتك أتحول لمرايا كتيرة .. رغم انها قطع مراية صغيرة لكن استعدادك الفطري عشان تشوف نفسك بخليك تشوفها فعلا
.
امبارح اتخايل لي الحاجة دي حسينا بيها رغم انو ماقعدنا ناقشنا الموضوع .. الاحساس مابتناقش .. الاحساس بفضل إحساس يكلكل روحك من غير ماتعرف مكانو وين بالضبط لكن ماتجسس على العائلة الجميلة دي لكن اي زول يخش بيت عركي بجيهو إحساس انو رغم رحيل عفاف الصادق حمد النيل لكن لسة في كم عفاف قاعدة معاهم .. مامشت منهم لكن اتحولت بدل عفاف واحد كبيرة لمجموعات من العفافات الصغيرة كما اقتضت الضرورة ... عشان تحرسكم أكتر ياعائلة يارايعة