السبت, 13 ابرايل 2024 04:43 صباحًا 0 319 0
منظمة كوستي للثقافة والتنمية تفقد أحد أعدتها وألأستاذ هيثم الفادني ينعي الاستاذ القامه صديق الحلؤ
منظمة كوستي للثقافة  والتنمية تفقد أحد أعدتها وألأستاذ هيثم الفادني ينعي الاستاذ القامه صديق الحلؤ
منظمة كوستي للثقافة  والتنمية تفقد أحد أعدتها وألأستاذ هيثم الفادني ينعي الاستاذ القامه صديق الحلؤ
منظمة كوستي للثقافة  والتنمية تفقد أحد أعدتها وألأستاذ هيثم الفادني ينعي الاستاذ القامه صديق الحلؤ
منظمة كوستي للثقافة  والتنمية تفقد أحد أعدتها وألأستاذ هيثم الفادني ينعي الاستاذ القامه صديق الحلؤ
منظمة كوستي للثقافة  والتنمية تفقد أحد أعدتها وألأستاذ هيثم الفادني ينعي الاستاذ القامه صديق الحلؤ
منظمة كوستي للثقافة  والتنمية تفقد أحد أعدتها وألأستاذ هيثم الفادني ينعي الاستاذ القامه صديق الحلؤ
منظمة كوستي للثقافة  والتنمية تفقد أحد أعدتها وألأستاذ هيثم الفادني ينعي الاستاذ القامه صديق الحلؤ
منظمة كوستي للثقافة  والتنمية تفقد أحد أعدتها وألأستاذ هيثم الفادني ينعي الاستاذ القامه صديق الحلؤ
منظمة كوستي للثقافة  والتنمية تفقد أحد أعدتها وألأستاذ هيثم الفادني ينعي الاستاذ القامه صديق الحلؤ
منظمة كوستي للثقافة  والتنمية تفقد أحد أعدتها وألأستاذ هيثم الفادني ينعي الاستاذ القامه صديق الحلؤ
منظمة كوستي للثقافة  والتنمية تفقد أحد أعدتها وألأستاذ هيثم الفادني ينعي الاستاذ القامه صديق الحلؤ

*ما ظنناها ( أيام الشدو الأخيرة*)

 

   ورحل عصفور السرد الغرِّيد الصدّيق الحلو - حامل أختام الإسم والمعنى - نهار اليوم بكوستي ... رحيل خلف في أنفس عارفيه (غصة في الحلق) وفقداً فادحاً ليس لكونه مبدعاً وحسب .. كيف لا وهو حامل إنسانية تتجلى من أولى لحظات من يتعرف إليه بتلك الابتسامة التي ولدت على فمه ولم تفارقه حتي الرحيل ولا تتأثر بتعاقب (الفصول) .. ورويدا رويداً تقترب إلى الرجل فتتقرب إليه بحسن الخلق والتواضع وحسن تواصله مع الجميع وتتعجب من اتساع شبكة علاقاته وتنوعها بين مختلف المجالات والأعمار والأقاليم .

صديق الحلو ... مسيرة طويلة وحافلة بالعطاء والدأب والإبداع الكتابي والدأب الذي لا يعطله مرض أو نظام سياسي أو ظروف اقتصادية في كل ما هو ثقافي ومحرض للإبداع والجمال والخير ، وتميز واضح في كتابة القصة القصيرة بدأت بمعانقة القراء لأحرفه من خلال (الفصول) مجموعته القصصية الأولى وانتهت بـ(بوتشي) قصته القصيرة الأخيرة التي كتبها قبل أسبوع من رحيله .. حتى صار من خبر كتابته يعرفها قبل أن يقرأ اسمه مذيلاً بها .. 

  يعتبر صديق الحلو أحد أبرز كشافي المواهب في ضروب الكتابة الابداعية المختلفة بمنحه مساحات لهم في زمن كانت الصحف تتجه لاستقطاب كتابات الأسماء المطروقة واجترارها وإعادة نشرها ، وكان طبيعيا أن يلمع منهم فيما بعد العشرات وذلك خلال عمله بعد وضعه الطباشيرة كمعلم واتجاهه للصحافة محررا للصفحات الثقافية لعشرات الصحف السودانية . السبيكة الذهبية لاختلاط المهنتين جعلت من صديق الحلو ذلكم الإنسان الذي نعرف .

  حينما كنت في المرحلة الثانوية في كوستي القوز في مرحلة النهم المعرفي وشغف القراءة والاطلاع .. كان نجم رابطة الاصدقاء الأدبية يضيئ ليالي المدينة من خلال الأندية ونشاطات الروابط الجامعية في الإجازات .. فاكتشفت فيما بعد أن أحد ربابنتها كان صديق الحلو وآخرين صاروا فيما بعد ما صاروا إليه اليوم كاحمد ضحية وعمر الصائم والشاعر والإذاعي والباحث قريب الله محمد فرح والشاعر التوم البخيت والقاضى الراحلة محاسن دومة والشاعر الراحل الموهوب جداً احمد الكباشي والدرامي والشاعر صلاح اسكندر وآخرين آخرين ..

 

   في تسعينيات القرن الماضي الحالكة تأسست بكوستي جماعة رذاذ الثقافية فلم نجد أقدر من صديق الحلو لقيادة دفتها وخرجت منها أسماء أخرى كالقاص الحاذق علي عيسى علي والشعراء معاذ كروبين وشهير أحمد عبد الله وماهر مبارك والشفيع إمام وآخرين .. وتعرضت الجماعة لكل ما تعرضت إليه رصيفاتها آنذاك من قمع وتضييق .. وابتسامة صديق لم تغب ..

 

   في خواتيم العام 2022 ، التقط صديق الحلو بوست على الفيسبوك للصديق الروائي والقاص محمد خير عبد الله مفاده أن كوستي وحدها تستحق إصدارة ثقافية دورية لمبدعيها .. وبعد ربع ساعة كون الراحل قروب واتساب يسع أكثر من مائة شخص اضافهم بنفسه لهذا الغرض .. وبعدها ببضع اشهر طلعت منظمة كوستي للثقافة والتنمية كانت المجلة الثقافية الإلكترونية واحدة من ثمراتها صحبة مشروعات أخرى كبيرة منها على سبيل المثال مطبخ إكرام ضيوف كوستي الذي اشتعلت ناره منذ ما يقارب العام لإطعام الوافدين إلى المدينة بسبب الحرب بدور الإيواء نار لم ولن تنطفئ إلا بمغادرة آخر الوافدين عزيزاً مكرماً إلى داره بإذن الله ..

    كان صديق محمد أحمد الحلو رحمة الله عليه مثقفاً في كل مظاهر حياته .. في المجالس تجده اعلم الناس وأكثرهم إنصاتاً وأقلهم كلاماً وإذا تكلم أفحم وأفاد .. كان بيته بمربع 29 بكوستي محجة لمثقفي المدينة وزائريها ، وله مكتبة كبيرة ندين لها كما العشرات بفضل عظيم .. كان كريماً في اغترافه منها للآخرين غير أنه شديد الحرص على عودتها لمعقلها الأمين حرصه على أبنائه والأعزين ... منذ أن كنا طلابا بالجامعة نحج إلى داره بمربع 29 نحمل ما نكتبه إليه فيقابله باحتفاء وتشجيع .. وندخل في حوارات ومثاقفات تجد فيها المسرحي والشاعر والقاص والمفكر والتشكيلي ، ونخرج منها ممتلئين بالزهو ..

شرفني صديق الحلو بثلاث قلائد ساحتفي بها كاحتفاظه هو بابتسامته الأبدية 

الأولى : نشر لي بالصحافة أولى نصوصي وللغرابة إنه ليس شعراً بل نص قصصي (سيناريو البص المأفون) لم يبق لي اليوم من أثره سوى العنوان .. وكثيرا ما التقط لي نصوصا من هنا وهناك لنشرها دون علمي إلى أن يرسل إلى الـScreen shot أو الـPDF .

الثانية : إصراره الكبير لي بأن تخرج لي إصدارة شعرية فقد ظل يطاردني لسنوات كي أجمعها له ليقوم بما يلزم وتوج فضله علي بأن أخذها بنفسه لمجلس المصنفات الأدبية والفنية حتى جاءني بالإجازة - صك غفران النشر - وبرفقة آخرين أعزاء ورهقهم خرجت إصدارتي الشعرية اليتيمة (مراودات الحنين إلى الحنين إلى شفق) وذلك فضل من الله ..

الثالثة : تزيين صدر مجموعته القصصية المميزة ( العالم لا ينتهي خلف النافذة ) بنص شعري لي بمثابة إهداء .. تفاجأت به وانا أتصفح أولى صفحات المجموعة :

وَنَحْنُ هُنَا

حُضُورُ الرَّاهِنِ الوَاهِي

وإذْ نَتقاسَمُ الذِكرَيٰ

وبَعـضَ العِشْقِ 

والسَنَواتُ تزحَفُ خَلْفَ جُحْرٍ 

لا تَرَاهُ العَينُ ، 

والخطْو الموقَّع بالأَناشِيدِ القديمة 

فوقَ أرضِ الآنَ

يَزْجُـرُنَا غَـدُ

 

حَضَرْنَا مِلْؤُنا أمَلٌ هنَالِكَ ، 

لمْ نَجِدْنَا في صَبَاحِ اليَومِ

كان الحَفلُ محـتَفِياً بِـنا ، 

غِـبنَا ، 

وما نقصَ النبيذ

 

   واندلعت الحرب في الخرطوم .. واختفت نحلة صديق عن بعث رحيقها بتوقف الصحف وانقطع حضوره الكثيف بالوسائط الأخرى لبعض الوقت .. كان الموت أقرب من أي وقت للجميع وأخبار الفقد والاختفاءات تتوالى هنا وهناك في الأشهر الأولى .. وفجأة ظهر بكوستي برغم اعتلال أقدامه المؤثر على حركته لم يتخلف عن توقيعه على دفاتر الحضور لكل الفعاليات الثقافية التى انتظمت المدينة التى تلقفت بحنو تحسد عليه عدداً كبيراً من المبدعين والمبدعات الراضعين من نيلها الأبيض وآخرين من دونهم يعرفهم الجميع .. فاحتفى به نادي كوستي العتيق في ظهيرة نسقها الأستاذ الجامعي والناقد صلاح النعمان كان هو ضيفها رفقة محمد خير عبد الله ومصطفى بشار وعبد الله الزين والهادي راضي ودكتور يوسف عيسى وآخرين .. 

رحل صديق 

خفيف الروح ، عفيف اليد واللسان ، الزاهد في زاد الدنيا .. رحل ولا يملك منها إلا حب الناس وطيب الذكر وآثار أياديه البيضاء وأبنائه المهذبين ... بدأ حياته معلماً لردح من الزمن .. فارق المهنة وروحها لم تفارقه حتى آخر رمق .. أحرق شمع أيامه كلها مضيئاً للآخرين الدروب حتى ذبل الخيط وانطفأ القنديل .. ولما تزل نفس تلك الابتسامة مرتسمة على الفم .. وكأني بي بعد رسالته الأخيرة لي صبيحة العيد بالأمس الأول معدداً لي فيها ما اعتراه من علل أصابت قلبه وأقدامه وكلاه سيعيد القول :

لا بأس

من يومين نحيا فيهما وفقاً

لقانون البقاء وتكنولوجيا العشق

إن ضاءت كهاربنا انبجسنا

في حياض الورد أمواهاً وضوء .. 

وإن خمدَتْ

فلا سِيَرٌ ستعدو خلفَنا نحو النهايةِ ..

صوبَ باب الله نخطو قائلينَ بأنْ :

على الدنيا السلامْ .....

جعل الله البركة في ذريته وأهله وعارفي فضله وأنزله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء .. وحسن أولٰئك رفيقا

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

منشي محتوي
كاتب ومحرر

sss

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

بلوك المقالات

الفيديوهات

الصور

أخر ردود الزوار

استمع الافضل

آراء الكتاب

آراء الكتاب 2