كان هذا آخر مكان وزمان التقينا فيه انا وصديق الحلو...
رجل كان حلو المزاق بحق وطيب القلب يتدفق الود والصدق من بين ثنايا وجهه ويجمع بين بساطة اهل الريف وثقافة السرد والحكايات.
عندما حدد موقعه على صفحته في الفيسبوك وقال انه في الشارقة راسلته في الماسنجر وقلت له انني ساحضر إليك ... استقليت سيارتي في يوم جمعة باكرا وتوجهت برا من سلطنة عمان الي الشارقة ووصلت والدنيا لا زالت صباحا والشارقة في حالة اشراق وكانت تكسو رمالها وتلالها أشعة الشمس الذهبية...
عندما وصلت الموقع هاتفته واقترحت عليه ان نجلس في الخارج ونستغل حالة طقس الشتاء الجميل على البحر فوافق على الفور
واخترت انا هذا المقهى الذي كان يجتمع فيه المثقفين والأدباء من مختلف الجنسيات وكانت فيه مكتبة حيث يمكنك أن تحتسي القهوة وتطالع الكتب في نفس الوقت... معرفتي بصديق امتدت منذ الديمقراطية الثالثة عندما أسس هو مع مجموعة من أبناء كوستي المبدعين في مجال الأدب والشعر رابطة الأصدقاء الأدبية وانتعشت في تلك الفترة القصيرة من عمر الحريات التي غالبا ما تكون مقتضبة واذدهرت حالات الكتابة والابداع وارتقى ذوق الناس... قبل أن ينقض عليها العسكر مرة أخرى في ليل طويل من الهوس والجهل...
وكانت البحر موعدنا هي قصتي القصيرة التي فازت في إحدى المسابقات التي نظمتها المجموعة وكان البحر موعدنا انا وصديق مرة أخرى وهو يصطنت لكثير من الذكريات وكثير من الشخصيات التي عاصرناها في ذلك الوقت...
تبادلنا الكثير من الآراء مع طعم القهوة الجميل ثم ودعته عصرا وعدت من حيث اتيت...
لكني تفاجأت امس بنبأ رحيله المر وكم كنت أمني نفسي بلقاءات في ظل الوطن وهمبريبه وفي حوارينا الجميلة التي اكتست بالتاريخ والعبق ...
رحم الله صديق الحلو واسكنه فسيح جناته وخالص التعازي لاسرته الصغيرة والكبيرة ولكل أصدقائه من الأدباء والشعراء.