اذا ساقتك قدماك الي شاطئ النيل الابيض ستري جزوع أشجار ضخمه كتلك الاشجار المعمرة الموجوده بالنقل النهري هذه كانت كوستي القديمة او الحلة التحت... والحلة الجديدة بشكلها الحالي كانت مغرقا ومكبا للنفايات.... الانتقال كان في سنة 40تقريبا وأظنه قد تكامل سنة 44 من كل أحياء كوستي القديمة الي هنا الحلة الحلةالجديدة ولكي يصبح هذا المكان اهلا للسكني كانوا يحتاجون الي تعليته وردمه بالتراب عمل في هذه المهنه وهي( الترابة) بتضعيف الراء عدد مقدر من اهل المدينة النور فرح، ، احمد عبدالرحيم، احمد عبدالعزيز، عوض محمد عبدالله وهو والدي عليه الرحمه كان من بين هؤلاء الترابة عوض أبومرين تاجر الاسلحه الحالي ومحمد خير الشايقي صاحب الكنتين وهذان كانا يؤجران الحمير لكل من يرغب في، ان يمتهن هذه المهنة هؤلاء كانو يجلبون التراب من كوشة (ملس) وعمق هذه الحفرة واتساعها مرده لكمية الاتربة التي نقلت بالحمير من هنا الي المدينة الجديدة وكانت تقاس بالامتار علي الارض.... من المعروف أن هذه الحفره العميقة بالقرب من جامعة الامام المهدي قد ردمت بالزجاج عندما أعلن النميري الحرب علي الخمور..... ساعد هذا التراب ليس في تعلية هذا الجزء المقطون من المدينة لا وبل في مساعده الناس علي البناء اذ كان شرطا من شروط الانتقال كأن تعطي قطعة سكنية قوامها 400 متر اذ اشترط المفتش ان يكون البناء طينا بدلا عن القش وصارت قلايب التراب تعمل ليل نهار.... المفتش الانجليزي بدوره اشرف علي صحة الحمير التي كانت تنقل التراب وكرم الكثير منهم لعنايته بحيوانه..... ينتقل المفتش بفرسه وسط الاهالي فقدكان هو الحكومة التنفيذية وخلفه شيخ بيلو يركب او يمشي راجلا علي الارض ويحمل سيرك الحكومة..... احتاج الناس الي الشرب بعد ان بنوا بيوتهم بعيدا عنه فكانت هذه الدواب هي التي تتقل الماء الي المواطنين وكانوا بمثابه هيئة مياه وسموا (بالخراجة) كما سمي ناقلو التراب (بالترابة) ..... صار الفيضان قريبا في نهاية الثلاثينيات وعجز المفتش الانجليزي عن مجاراة عناد، الاهالي في رفضهم للرحيل وعدم ادراكهم للخطر المحدق بهم لاسباب كثيرة عدها المفتش واهية... نزل من علي متن فرسه ووكزه بالسوط وطلب منهم ان يبنوا في ذاك المحل الذي يتوقف فيه الحصان..... وكانت كوستي هنا.... من سماها خواجه والمهندس الذي قام بعملية التخطيط كان فرسا يا الطاف الله! . للكاتب حسن عوض محمد عبدالله .